الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة في الجزء الثالث لورشة الصحافة الثقافية: لقاءات مع المبدعين نجاة الذهبي وديالا قشمر وعدنان الجدي

نشر في  07 ديسمبر 2014  (19:56)

تواصلت ورشة الصحافة الثقافية بإشراف الروائي كمال الرياحي بدار الثقافة ابن خلدون بنسق متميّز حيث تعرّف المشاركون في الحصص السابقة على الحوار الصحفي المكتوب آلياته وشروطه وصياغته مع تطبيقات من المتمرّنين والمشتغلين بالصحافة. وشهدت الورشة في حصتها الثالثة حصّة تطبيقية للمفاهيم التي تعرف عليها المشاركون في الحصة السابقة من شروط نظرية للحوار التلفزيوني. وقد عرفت على نسق متميز ومتنوع تميزت بعديد الحوارات في ميادين مختلفة.

لقاء مع الرسامة نجاة الذهبي

تبدأ الحصّة بحوار مع الرسامة نجاة الذهبي وهي أستاذة بكلية الفنون الجميلة أقامت أوّل معرض لها سنة 2005 بعنوان "مناجاة" ثم تلاه معرض بقمرت سنة 2010 بعنوان "هنّ: ثانوية" ثم معرضها الثالث سنة 2014 بدار الثقافة ابن خلدون بعنوان "نظرات".

وحول هذا المعرض دار الحوار الأوّل في الورشة أدارته الصحفية شيراز بن مراد في حوار تلفيزيوني افتراضي. وتطرق الحوار إلى الأرضية التي انطلقت منها الرسامة نجاة الذهبي خاصة أنّ رسوماتها تتميّز بجرأة "نسبية " في رسم الجسد الأنثوي العاري، وهل يمكن اعتبار رسم الجسد هو نوع من المصالحة معه في ثقافة عربية تتحاشى الحديث عن الجسد إن لم تكن تلغيه تماما. ثم تعرضت الصحفية شيراز بن مراد إلى مسألة علاقة الحرية بالإبداع ومدى تأثير الخلفيات الاجتماعية والأخلاقية في توجيه المبدع وتنهي الصحفية حوارها مع الرسامة نجاة الذهبى بخصوص علاقتها بعملها الإبداعي في بدايته عندما تكون الورقة البيضاء وعند نهاية الرسم. 

تجيب نجاة الذهبي على مجمل هذه المحاور بأنها عاشت في المزونة من ولاية سيدي بوزيد، ورغم البيئة المحافظة إلا أنّ ذلك لم يمنعها من الرسم بحرية والتعبير عن ما يخالج ذاتها خاصة في محيطها العائلي. وتضيف الفنانة أن رسمها للجسد الأنثوي ليس لإعلاء منزلة المرأة فقط بل لأنها تعبيرة من أغني التعبيرات التي يمكن أن يبدع فيها الرسام، فالجسد الأنثوي اهتم به اكبر الرسّامين مثل بيكاسو وسلفادور دالى ومانيه وغيرهم ولكن كل واحد تطرق له من منظوره الخاصّ. 

وإعتبرت الرسامة أنّ مجتمعاتنا الشرقية مازالت ترفض تعبيرة الجسد الأنثوي العاري خاصة عندما يكون بريشة امرأة وتحدثت عن المضايقات التي تعرضت لها في معرضها الثاني بقمرت من بعض السلفيين الذين تجرؤوا على الهجوم على هذا المعرض ومضايقتها فاضطرت في معرضها الأخير للانتقاء ولم تتجرأ على وضع اللوحات التي تصدم المتلقي.

وإنتهي الحوار بتعليق كمال الرياحى عليه وذلك باضافة سؤالين مهمين للرسامة: هل يكتمل جسد الأنثى في اللوحة دون حضور جسد الرجل؟ ولمن ترسم نجاة الذهبي أي إلى أيّ مدى تأثر سلطة الرقيب على رسوماتها؟ ثم أشاد بهذا الحوار المتميز بالحضور المتألق للمحاورة مثل الثقة بالنفس والقدرة على الارتجال غير أنّ هذا الارتجال في بعض الأحيان أربك صياغة السؤال. ثمّ أُعطيت الكلمة للحضور للتفاعل ولمحاورة الرسامة وقد دارت مجمل الملاحظات حول الجرأة في الرسم حول الألوان واستعمالاتها حول علاقة الحرية بالإبداع وغيرها.

من الفن التشكيلي إلى السينما

ينفتح الجزء الثاني من الورشة بحوار مع المخرجة اللبنانية ديالا قشمر وهي من جيل السينما الجديدة ولها مسيرة متميزة في السينما الوثائقية من خلال أفلام تتمحور حول لبنان بطوائفه وحراكه السياسي وتشارك في أيام قرطاج السينمائية لأول مرة بشريطها "أرق" وهو شريط يغوص في تفاصيل حياة الشباب المهمشّين في ليل لبنان بين شباب تنخره البطالة والانحراف من بلطجة ومخدرات وغيرها.

وحول هذا الشريط دار الحوارالتي قامت به هدى وتمحورت أهم التساؤلات حول غاية هذا الشريط: لماذا هذا الموضوع وماهي المخاطر التي تعرضت لها من خلال هذا الشريط وماذا تأمل منه؟ تجيب ديالا قشمر وتقول إنّ دخول عالم هؤلاء الشبان ليس بالأمر الهيّن ولم يقصد التعرض لحياتهم الصعبة التشهير بهم أو محاسبتهم وإنما لتعرية ما آلت إليه الأوضاع في لبنان التي تمزقها الطائفية والانقسامات وتردّد المواقف السياسية.

وتحدثت المخرجة عن الصعوبات التي واجهتها في بداية التصوير حيث رفض الشباب متطلبات الشريط لكن بعد إقناعهم والتحاور معهم وافقوا على التصوير بشرط أن لا يعرض في لبنان. الحوار كان سريعا ولم يتجاوز خمس عشرة دقيقة وقد أشاد كمال الرياحى به وبأسئلة المحاورة التي كانت في صلب الموضوع.

من الوثائقية الى البرنوغرافيا

ومن السينما الوثائقية إلى نوع آخر من السينما وهي سينما البورنوغرافيا هذه السينما المحظورة أو اللقيطة كما يعبر عن ذلك الباحث في الفلسفة عدنان الجدي الذي كان ضيفا على احد المشاركين في الورشة وهو مروان الخميرى طالب ومهتم بالادب وبالفلسفة. وقد أدار حوارا تلفيزيونينا افتراضيا مع عدنان الجدي وهو المشرف على صالون الديكامرون وباحث في الفلسفة مختص في الجماليات اشرف على العديد من البحوث في فرنسا وتنشر له اهم دور النشر الفرنسية وله العديد من المؤلفات في فلسفة الجماليات وغيرها.

وقد ركز الحوار على مدى اعتبار هذه السينما فنّا من الفنون وكيف يمكن أن يتقبلها المتلقي دون أن تكون له أحكام مسبقة عن لا أخلاقية هذه الفرجة وهل يمكن أن تشكل هذه الأفلام خطرا على الناشئة خاصة وان الانترنات أصبحت في متناول الجميع.

يجيب عدنان الجدي أن اهتمامه بهذا الموضوع يعود لأهمية التحدث عن هذه الأفلام التي يراها خاتم الفنون بمعنى الجامع بين الكثير من الفنون البصرية والسمعية. وأضاف انه يكتب كتابا جديدا سيصدر عن دار نشر فرنسية مهتمة بالشبق في كافة الميادين الادب الموسيقى الادب التشكيلي وغيرها. وهذا الإصدار سيهتم بمكانة الصوت الانثوي في هذه الافلام وهذا الكتاب لن يتجاور التسعين صفحة مؤكدا ان هذا الفن يهب المعنى للحياة و يحقق متعة حسية وبصرية وروحية أيضا مبينا أهمية ان تكون هناك تربية جنسية في المدارس والمعاهد حتى يعرف المراهق كيفية التعامل مع مثل هذه الأفلام التي ستكون في متناوله مهما حاولنا إخفاءها.

وانتهى هذا الحوار بتعليق المشرف عليه وذلك بشكر المحاور وأشاد بالجرأة في تقديم مثل هذه المواضيع التي تبدو محظورة عند عامة الناس. كما أكّد على أهمية حضور المحاور والثقة بالنفس واهتمامه بالكاميرا وعدم النظر إلى الأوراق إذ لا يجب أن يكون هناك أوراق أصلا أي أهمية التحضير المسبق للبرنامج، ثم تحدث عن اهمية صياغة السؤال التي تعتبر من أهم المشاكل التي اعترضت المشاركين في الورشة سواء في الحوار المكتوب أو الحوار التلفزيوني الذي يجب أن يكون بسيطا في طرحه واضحا للضيف وللمتفرج.
ينهى كمال الرياحى هذه الورشة بتذكير المشاركين والحاضرين بالبرامج اللاحقة للورشة والتي ستهتم بالمقال الصحفي والروبوتاج وتقديم الكتب.

إبتسام القشوري